هُزمنا في مصر بمعركة الدواء
الأمان الدولي

هل يعقل أن تنجح مصر ذات يوم في توفير ٨٥٪ من احتياجاتها الدوائية محلياً، بعد أن كانت النسبة ٥٪ فقط، ثم بعد مضيّ نصف قرن تنتكس بحيث تعود مرة أخرى إلى حدود الخمسة بالمائة، ويصبح اعتمادها شبه الكلي على الشركات الأجنبية؟ هذا السؤال تثيره الشهادة المثيرة التي سجلتها خبيرة صناعة الأدوية التي عاصرت تلك المرحلة، الأستاذة ناهد يوسف في مقالة نشرتها جريدة «الشروق» يوم ٣٠ نيسان. وما أدهشني ليس فقط كمّ المعلومات الصادمة التي ذكرتها، وإنما أيضاً أن ما قالته لم يحرك شيئاً في دوائر المسؤولين والغيورين على هذا البلد، فإن أحداً لم يحاول التحقق من صحة تلك المعلومات، حتى أزعم أن الاهتمام بالموضوع لم يحظ بعشر معشار صدى هزيمة الفريق القومي لكرة القدم في أية مباراة إفريقية أو عربية، رغم أن ما جرى في موضوع الدواء يعدّ هزيمة منكرة.

مصر بعيون أمريكيّة.. في إحدى لجان مجلس الشيوخ
الأمان الدولي

لأنها كانت جادة وصريحة، فإن المناقشات التي أجرتها لجنة الكونغرس لموضوع المعونة الأمريكية لمصر بدت أمراً مثيراً ومدهشاً. أغلب الظن لأن تجاربنا علمتنا ألا نأخذ المناقشات البرلمانية على محمل الجد، وصرنا نعتبرها من قبيل الهرج السياسي، الذي تطلق حلقاته في الفضاء المصري بين الحين والآخر. ومن المفارقات ذات الدلالة أن الهرج الذي نمارسه يتم في جلسات مغلقة نسمع بها ولا نراها. في حين أن مناقشات الكونغرس العميقة تذاع على الهواء، بحيث يتابع الناس كل وقائعها ويصبحون بمضيّ الوقت جزءاً من حواراتها.

مصر: بعد الإفراج عن 302 معتقلين مظلومين
الأمان الدولي

إذا ما ظُلم المرء وأمضى بسبب ذلك في السجن سنوات تطول أو تقصر، ثم شاءت المقادير أن يطلق سراحه قبل انتهاء محكوميته، فهل يشكر من سَجَنَهُ أم يعاتبه؟ وإذا علمنا أنه عانى في السجن ما عاناه من عنت وقهر، فمن في هذه الحالة يعفو عن من؟! تساؤلي من وحي الأصداء التي أحدثها العفو في نهاية الأسبوع الماضي عن أكثر من مائتين من المصريين الذين سجنوا ظلماً في خلال السنوات الثلاث السابقة، لكني قبل أن أفضي بما لديّ، أستأذن في رواية قصة سمعتها من الشيخ محمد الغزالي الذي حلت ذكرى وفاته في ٩ آذار

باسل الأعرج: شهيد يرثي الأحياء
الأمان الإقليمي

نسينا نموذج المثقف المناضل الذي يشهر السلاح ويقاتل دفاعاً عن كرامة وطنه وشعبه، في حين امتلأ فضاؤنا بنموذج المثقف المراوغ، الذي يتوارى وراء حجج الانبطاح ويتفنن في الدفاع عن الباطل. هذا الأسبوع ذكرنا باسل الأعرج بذلك النموذج المنقرض والمنسي. إذ فتح أعيننا على تلك الكائنات الفريدة وغير المرئية، التي لا تذكر أسماؤها في الصحف إلا حين يقتلون في صراعهم مع العدوّ، يصيرون نجوماً وأبطالاً حين يرتقون في سلم الشهادة فيغسلون بدمائهم أرواحنا ويعيدون إلينا الثقة والأمل. ياسر الأعرج (٣١ سنة) صيدلي ترك علومه ومهنته، وقرر أن يتخصص في فلسطين، تاريخها وأهلها وحلمها. لم يكتف بالقراءة والكتابة والتظاهر، وإنما أدرك أن السلاح وحده هو الذي سوف يحرر فلسطين، واعتبر أن كل ما عدا ذلك باطل. لم يعظ ولم يخطب وإنما حمل السلاح بنفسه وبث دعوته في محيطه، وانطلق مع مجموعته غير مبالين لا بشراسة العدوّ واستعلائه، ولا بعفن التنسيق الأمني وارتمائه. حين رثاه رفيقه الباحث الفلسطيني أحمد الدبش، وعبّر عن مشاعره بنص للمناضل الفلسطيني

دم الشهداء لا يجف.. ومن أجهض الثورة؟!
الأمان الدولي

يوم الأربعاء ٢٠ نيسان عام ٢٠١١ كان العنوان الرئيسي للصفحة الأولى من جريدة «الأخبار» الذي أبرز باللون الأحمر كالتالي: مبارك المتهم الأول في قتل الثوار، وتحته ظهر عنوان آخر يقول: مبارك أمر بإطلاق الرصاص الحيّ والضحايا ٨٤٦ شهيداً و٦٥٠٠ مصاب. يوم الجمعة الماضي ٣ آذار ٢٠١٧ نشرت الصحيفة ذاتها على يسار الصفحة الأولى عنواناً باللون الأسود على أربعة أعمدة نصه: حكم نهائي ببراءة مبارك في قتل المتظاهرين. وهو الخبر الذي أخفته جريدة الأهرام في صفحة

لقاءا العقبة.. منتصر يخاطب مهزومين
الأمان الدولي

لم يعد أمامنا خيار في محاولة فهم ما جرى في اجتماع العقبة السري الذي حضره الرئيس السيسي مع نتنياهو بمشاركة الملك عبدالله وجون كيري وزير الخارجية الأميركي الأسبق، إذ ليس لدينا مصدر للمعلومات في مصر باستثناء بيان رئاسة الجمهورية الذي لم ينف حضور الرئيس السيسي اللقاء، فيما أكد التزام مصر الدفاع عن القضية الفلسطينية. أما بقية المعلومات، فقد اضطررنا إلى متابعتها من المصادر الإسرائيلية التي لا نريد أن نصدقها ولا نثق في نياتها، ولولا التكتم المصري على ملف العلاقات مع

اللقاء المصري الأردني الإسرائيلي: فوجئنا وارتبكنا!
الأمان الإقليمي

القنبلة الصحفية التي فجرتها صحيفة «هاآرتس» وأحدثت دويّها في مختلف أرجاء العالم العربي، فاجأت الإعلام المصري وأربكته. فبعض الصحف التي صدرت يوم الاثنين ٢٠/٢ (التالي لإذاعة الخبر) ألجمتها المفاجأة فتجاهلت الموضوع على خطورته، وادّعت أنها لم تسمع به (الجمهورية - اليوم السابع - البوابة). البعض الآخر تلعثم في نشر الخبر وحاول تمييعه وتخفيف وقعه على القارئ، سواء من خلال الإشارة إلى أن مضمونه مجرد «مزاعم» إسرائيلية، أو بالتركيز على أنه مسكون بالمغالطات، أو بإعطاء الأولوية لبيان المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الذي قال إن مصر لا تدخر جهداً للتدخل إلى حل عادل للقضية الفلسطينية دون مزايدات، (الأهرام والأخبار والوطن)، وهي عبارة وردت في البيان الذي كان رداً على قنبلة الصحيفة الإسرائيلية. وبعدما نشرت الخبر على عمود واحد في الصفحة الأولى، ونسبته في الداخل إلى مزاعم إسرائيلية، فإن جريدة «المصري اليوم» أبرزت في عنوان عريض بالداخل تعليقاً لأحد الذين يدّعو

الربيع العربي المفترى عليه
الأمان الدولي

ليس مفهوماً إصرار الأمين العام لجامعة الدول العربية على ازدراء الربيع العربي وتحامله الشديد عليه كلما جاء ذكره أمامه. ورغم أن السيد أحمد أبو الغيط كان دبلوماسياً لأكثر من نصف قرن (التحق بالخارجية المصرية عام ١٩٦٥) فإنه تخلى عن دبلوماسيته في حديثه عن الربيع العربي أكثر من مرة، متجاهلاً أن أكثر من نظام جاء به ذلك الربيع ممثل الآن في الجامعة العربية التي يتولى أمانتها. لقد تابعت السيد أبو الغيط في حوار أجرته معه في ٣ الشهر الحالي (٢٠١٧) قناة «روسيا اليوم»، قال فيه إن ما يسمى الربيع العربي جدير بأن يسمى التدمير العربي، ودلل على ذلك بأنه سبّب الخراب والدمار الذي حل بأكثر من قطر عربي. ووجدته يقول نفس الكلام في حوار آخر بثته قناة «س. بي. سي» المصرية في ١٨

تقنين النهب والسرقة في فلسطين المحتلة
الأمان الدولي

إذا كان أحد الكتاب الإسرائيليين قد اعتبر تقنين «الكنيست» لسرقة الأراضي الفلسطينية بمنزلة «بصقة» في وجه المجتمع الدولي، فكيف نصف وقعه على العالم العربي صاحب «القضية المركزية»؟! الوصف الأول أطلقه تسفي برئيل في مقالة نشرتها صحيفة «هاآرتس» بعد يومين من إقرار البرلمان الإسرائيلي للقانون، الذي أضفى شرعية على سرقات المستوطنين للأراضي التي يملكها الفلسطينيون في الضفة الغربية. وهي خطوة غير مسبوقة لم يجرؤ الكنيسيت على الإقدام عليها من قبل، ولم يكن ذلك تعففاً أو حياءً بطبيعة الحال، لأن الأحزاب اليمينية نجحت في فرضه بما يمثله من تحدٍّ صارخ للمجتمع الدولي وانتهاك وقح للقانون الدولي؛ ذلك أن الاستيطان، بمعنى نقل السكان إلى

صمت العرب وصمة عار عليهم.. بعد قرارات ترامب
الأمان الفكري والثقافي

لماذا صمت القادة العرب إزاء قرارات ترامب؟ هذا السؤال يسمعه المرء في كل محفل الآن، فضلاً عن أنه صار محل تحقيق وتحليل في العديد من الصحف الغربية، ذلك أن أحداً لم يتوقع أن يصدر الرئيس الأمريكي الجديد قراره بمنع دخول مواطني سبع دول إسلامية، منها خمس عربية، دون أن يحدث ذلك صدى يذكر في العالم العربي والإسلامي. الأدهى من ذلك أن الذين عارضوا الأمر وانتقدوه بقوة كانوا من قادة ومنابر دول لا هي عربية ولا إسلامية، أما أم الدواهي فتمثلت في دفاع

123